==ورودٌ ذابلة : في ليلة ماطرة==
اليوم ليس كباقي الأيام , لبائع الورد في هذا اليوم اضطررت للبس القميص الأحمر وقفت على المرآه , وبدأت أزر أزرار القميص
من الأسفل إلى الأعلى وبدأت انظر على نفسي, وقبل ان أكمل قميصي نظرت من خلال المرآة إلى صورة حبيبتي فالتفت إلى الخلف
وسرت يالتجاه الصورة وحملت الصورة بيدي الباردتين ونظرت إلى وجهها, الظاحك والحزين ومسحت بيدي على وجهها ثم قمت
بإرجاع الصورة إلى مكانها , ورجعت للمرآة لأكمل قميصي, ولكني أخطأت فهناك زرٌ لم أقم بزره , فابتسمت ثم قمت بتعديلة!!
ثم لبست معطفي وأمسكت مظلتي واتجهت للخارج.
انها تمطر بغزارة ... فتحت المظلة ثم سرت بالتجاه المحل, كنت احب ان اسير تحت المطر , وفوق الماء المتجمع في الساحات
كتلك العاطفة المتجمعة في ساحات عشقي وإحساسي وهيامي لسيدة اناث الأرض ..."حبيبتي" .
نظرةُ في الوجوه الحائرة لسكان حارتنا ..كان أغلبهم ممن صلبو على ارض النهايات معلنين بدأ البدايات!!
جسدان اثنان وروحٌ واحدة ..ومظلةٌ واحدةٌ ايضاً .. وقفت عن الحراك في الوقت الذي ابحرت روحي
الى الماضي حيث هي وأنا ... ملكٌ جالسٌ على عرش مملكته التي تحدها عيون حبيبته..
لمحتُ ...
عشيقان ووردتان ... وأنا قد سقطت مني دمعتان ..واصبح نفسي يتزايد ويخرج دفعات ليتكاثف من شدة البرودة
نظرت الى يدي فوجدتها فارغة !! هذا اول عيد بعد انفصالنا ثم قمت بإدخال يدي في جيبي .. ونظرت إلى الأمام
ثم ذهبت مسرعاً باتجاه المحل ثم فتحتة وقمت بعرض الورود الى الخارج ...
م جلست على ذلك الكرسي المصنوع من الزان,
كنت أتمنى ان لا يأتي أحد كي لا أتذكر ... وبينما جلست أصارع نفسي حتى لا أرجع للماضي .. بدأت الزبائن تهل علي بغزارة
واحداً تلو الآخر ..بدأت أبيع وأبيع ... وكلما بعت أكثر كنت أعتصر حزناً أكثر ..حزناً يعزف لحن الوجع الأزلي
لتتعمق أكثر ... لا لشيئٍ ولكن لتتذكر..
"تباً للفراق وأهلة"
الساعة الآن الثانية عشر ليلاً وبقيت وردتان كنت أرديد ان آخذهما معي الى غرفتي لعلهما يخففان عني وحدتي ووجعي
وبينما كنت أرتدي معطفي دخل على زبونٌ وقال لي: ارجوك لا تغلق المحل اريد ان أشتري !!
فنظرت الى الوردتان اللتان اصبحا في يدي وقلت في نفسي : ربما يكون لكما حظاً أوفر مع هذان العاشقان.
وناولت الزبون الوردتان .. فقال لي: لا شكراً اريد وردة ًواحدةً فقط!!
فتوسلت إليه ان يأخذ الأخرى لكنه اصر على ان يأخذ وردة , ويترك الأخرى, ثم أخذها وذهب الى حال سبيلة.
أمسكت بالوردة الحزينة الوحيدة ..وقلت لها أصبحنا اثنان كل يبحث عن نصفة الآخر !!
أخذتها وجلست على مقعدي , كان هناك لوحة معلقة على الجدار خلف مقعدي , كنت أحب ان انظر اليها..
درت بالمقعد نحوها وجلست امعن النظر في اللوحة , كانت عبارة عن وردة وقد تعرضت لإعصار لكن الوردة
متمسكة في الأرض بجذورها ..
ثم شعرت بدخول زبون إلى المحل , كنت استطيع ان اسمع خطواته ... فقلت بذلك الصوت المتعب : اذهب الى محل آخر !!
فقال الزبون:
:::::::::
::::::
::::
:::
:
:
.
حتى لو كنت حبيبتك !!
ثم التفت إلى الخلف .. فوجدت حبيبتي ماثلة أمامي كملاك أتى ليأخني
فركضت نحوها .. وركضت نحوي
وجلست تبكي كالأطفال على كتفي وتقول :اشتقت اليك...اشتقت اليك..اشتقت اليك
وكنت أبادلها بنفس الكلمات ..التي ينساب من بينها نهر عشق أبدي ...
ثم أرجعت رأسي إلى الخلف ....و......
ثم أعطيتها الوردة وقلت لها happy valentine
وقالت لي أحبك ... ثم أغلقنا المحل وذهبنا بعدها مسرعين إلى عشنا الصغير...
انتهى
تحيــــــــــــــــــاتــــــــي
اختكم هاجر
القادم اجمــــــــل في :
