كم كنت اتمنى لو كنت كبيرا في العمر عندما سجل رابح ماجر الهدف الذي لا ينسى امام بايرن ميونخ ليهدي فريقه بطولة اوروبية، كم كنت اتمنى لو شاهدت لاعبا عربيا في اليوفنتوس والميلان بجانب لاعب من مالي مثل سيسوكو، مالي الدولة الفقيرة ولا ننسى اخرين مرورا بالميلان جورج ويا والذي كان افضل لاعب اوروبي في بعض الاعوام وهو من ليبريا، ليبريا التي مزقتها الحرب الاهلية والمجاعات ولكن خرج منها نجم عالمي مثل ويا.
سالني صديق لي يوم امس: " رغم ان منتخباتنا العربية افضل من منتخبات الدول الافريقية الفقيرة، لكن لديهم لاعبين عالميين مثل كانوتي وسيسوكو والثنائي ديارا وغيرهم الكثير الكثير". سؤال لم يمر مرور الكرام ولكن جعلت اجابته في هذا المقال لنتناقش به معا زوار مكتوب الرياضي.
يقولون دوما ان المشكلة الفردية الشائعة يكون سببها المجتمع ، وبما اننا لم نشهد حالات من النجاح الكبير العربي في السنوات العشرين الاخيرة فهذا يعني ان هناك مشكلة في المجتمع تؤدي الى هذه الظاهرة، قرات في تاريخ بعض لاعبينا المبدعين الذين اضاعوا الفرصة رغم انهم وصلوا لاندية كبيرة فكانت اول النقاط المشكلة هي عدم المرونة وغياب قدرة التاقلم على الوضع الذي هم فيه. فمثلا لاسانا ديارا الذي يعد الان بمثابة منقذ للريال مدريد جلس احتياطيا في ارسنال وتشلسي ولم يتذمر بل ذهب لبورتسمورث ليعلن انه قوي جدا هناك ويعود لنادي عملاق يحلم الجميع باللعب له الا وهو ريال مدريد.
لكن لو نظرنا في بعض لاعبينا الذين ما ان يجلسوا على الاحتياط حتى يبدا التذمر والتفكير بالعودة للدوري المحلي، ومنهم من يرفض الانتقال الى نادي اصغر بحجة انه في نادي كبير وكيف ينتقل لنادي اصغر؟؟؟ ....نفس الحالة التي مر بها لاسانا مر بها كثير من النجوم العرب لكن الفرق للاسف كان في ردة الفعل وطريقة التعامل.
النقطة الثانية وهي الطموح ووضوح الهدف، يظهر لدي ان اللاعب الافريقي يخرج هناك وهو يحلم باقصى ما يمكن له تحقيقه ولكن لاعبنا العربي يشعر انه قد حقق كل شيء بمجرد احترافه، مثال على هذا اذكره جيدا عندما انتقل ميكيل الى تشلسي وكان فيه بالاك ولامبارد ومكاليلي وايسيان صرح تصريحا ما زلت اذكره حرفيا : "ساكسب مركزا اساسيا في تشلسي".ولكن نلاحظ ان لاعبنا العربي يذهب هناك ليبقى صامتا يتمنى الاماني ويغضب ان كان احتياطيا.
السبب الثالث والاخير الذي اود ذكره في هذا المقال يعود الى طريقة النشاة الرياضية، فغالبا ما ينشا النجم العربي على طريقة النجم الاوحد واللعب الفردي ولو ضر ذلك الفريق، وكذلك يغيب عن هذا اللاعب الضغط الاعلامي وتوترات الصحافة...في حين ان معظم اللاعبين الافارقة ينشاون في اوروبا خصوصا فرنسا واسبانيا فيكونوا قد اعتادوا على البيئة الرياضية الصحيحة التي تساعدهم على التاقلم والتالق مع الاندية الاوروبية.
نهاية هذا المقال اؤكد انني ما زلت احلم ان ارى لاعبا عربيا يسجل هدفا في مباراة نهائية في دوري ابطال اوربا....ما زلت احلم بلاعب عربي يلعب في لقاء الكلاسيكو او في دربي لندن او دربي ايطاليا....هل سيطول الوقت كي يتحقق حلمي؟؟؟
بواسطة : jakoub